الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع
1300-1385هـ
هو العلامة الحافظ الفقيه الشيخ محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن مانع الـوهبي التميمي النجدي ، ولد في عنيزة بنجد سنة ألف وثلاثمائة من الهجرة(8)، وقد ولد رحمه الله في بيت علم ودين وورع وتقوي ، أدخله والده في مدرسة تحفيظ القرآن عند بلوغه سن السابعة، مرض والده وتوفي وهو مازال في خطواته الأولي في مدرسة تحفيظ القرآن ، استمر في حفظ القرآن حتي ختمه، ثم شرع بعد ذلك في قراءة مبادىء العلوم علي علماء بلده.
وفي هذا يقول " لما توفي والدي كنت صغيرا فقالت والدتي اذهب إلي تلميذ جدك وشيخ أبيك الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم في بريدة فاقرأ عليه ، قال فذهبت إليه في بريدة فرحب بي وأكرمني واعتبرني كأحد أبنائه ، ولازمته حتى توفي رحمه الله ، وكنت في سن الشيخ عمر بن الشيخ محمد بن سليم فكنا نتنافس أينا يسبق الآخر في أخذ حذاء الشيخ محمد بن سليم فيقدمها له عند خروجه من المسجد "، وكان كثير التحدث عن شيخه الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم ومجالسه وسعة علمه وورعه ، وكان يصفه بالبحر.(9)
وقد توفي الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم 1323 هـ في مدينة بريدة.
كما قرأ علي عمه الشيخ عبد الله ، و في المذنب أخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن دخيل 1261-1324 هـ . وفي عنيزة علي الشيخ صالح العثمان القاضي 1282-1351 هـ وهو من تلاميذ والده الشيخ عبد العزيز المانع ، والشيخ إبراهيم بن حمد الجاسر – 1338 هـ ، والشيخ عبد الله بن عائض 1249-1322هـ (10) .
علي هؤلاء العلماء الأفاضل بدأ الشيخ محمد المانع حياته العلمية ، فقرأ التوحيد والفقه، والحديث والنحو والفرائض ، وقرأ فيها "كتاب التوحيد الذي هو حق الله علي العبيد" للإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وبلوغ المرام من أدلة الأحـكام لابن حجر العسقلاني، ودليل الطالب لنيل المطالب للشيخ مرعي المقدسي ، والدرة المضية في شرح الفارضية للشيخ عبد الله بن محمد الشنشوري، ومتن الأجرومية لابن آجروم.
وكان شيخه الشيخ محمد بن عبد الله بن سـليم قد نفي إلي النبهانية 1317 هـ زمن عبد العزيز بن متعب الرشيد ، ولما عاد من النبهانية مرة ثانية بعد سيطرة الملك عبد العزيز علي القصيم بقي ملازمـا له ، ولكنه مالبث أن رغب في السفر للخارج للتزود من العلم فعلم بذلك الشيخ علي المقبل 1241-1334هـ ، فكتب إلي عمه الشيخ عبد الله بن مانع يعاتبه علي السماح له بالسفر ويقول إذا كان عليه حاجة فإنه مستعد للإنفاق عليه ودفع ما يحتاج إليه ، فاعتذر عمه وقال إنه لم يسافر من حاجة وإنما رغبة في التزود من العلم وليس من حاجة إلي المال
سفره في طلب العلم : 1318-1330هـ
ولما كان شيخنا تواقا للاستزادة نهما للعلم والمعرفة ، طموحا إلي طلب العلم أينما كان ، غير عابئ بصعاب أو مشقة في السفر والترحال ، ولأن الشيخ محمد المانع عرف هدفه وصمم علي تحقيقه ، لم يكن ذلك الهدف سوي الحصول علي العلم من مصادره الحية ، وسعي لتحقيق مبتغاه فشد رحاله للسفر طالبا العلم رغم ماكان يكتنف ذلك من مصاعب وكان شيـخنا في سـن الثامنة عشـر أي كان ذلك عـام 1318 هـ.
الشيخ محمد المانع في بغداد:
وصل إلي البصرة أول الأمر ومكث فيها فترة ، طالبا العلم علي علمائها وفقهائها [ولم أجد مايفيد عن المدة التي قضاها في البصرة]. إلا أنه كان يقيم في بيت منصور أبي الخيل* في البصرة وكان الشيخ منصور يقرأ له الكتب حين أصيب الشيخ المانع بمـرض هناك(11).
ثم قصد بغداد فقرأ النحو والفقه والفرائض والحساب علي يد شيوخ وأساتذة ذلك العصر. فقرأ علي السيد محمود شكري الألوسي 1273-1342 هـ وهو مؤرخ وعالم بالأدب والدين وداعية إلي الإصلاح ، وهو( حفيد صاحب تفسير روح المعاني السيد محمد شهاب الدين الألوسي) كما أن السيد محمود شكري الألوسي من الذين تتلمذوا علي المدرسة السلفية لابن تيمية والشيخ محمـد بن عبد الوهاب(12).
كما قرأ الشيخ محمد المانع أيضا علي ابن عمه السيد علي بن السيد نعمان أفندي الألوسي 1277-1340 هـ(13)، وهوخريج مدرسة القضاء بالآستانة ووالده صاحب "كتاب "جــلاء العينين في مـحاكمة الأحـمدين "(14). وكذلك قرأ علي الشيخ عبد الوهاب بن عبد القادر بن عبد الغني 1266-1345 هـ* ، والشيخ عبد الـرزاق الأعظـمي(- 1328هـ) *، والشيـخ يحي بن قاسـم ( الوتري) 1282-1341هـ(15).* وله عدة مؤلفات ورسائل في النحو و علمي الفلك والمنطق.
*منصور الصالح أبي الخيل كان مقيما بالبصرة، وجده منصور بن محمد أبا الخيل من آل نجيد وهم فخذ من المصاليخ .
(8) عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ : مشاهير علماء نجد وغيرهم ص 411
(9) صالح السليمان المحمد العمري : علماء آل سليم وتلامذتهم وعلماء القصيم ، ج 2 ص 318 ، 459-460
(11) البسام : علماء نجد خلال ستة قرون مج 3 ص 828
(12) محمد عبد الله السلمان : رشيد رضا ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص 277
(13) الدعوة في قطر ص 69-70
(14) عبد الرحمن آل الشيخ : مرجع سابق ص 412 أنظر أيضا : يونس الشيخ إبراهيم السامرائي: تاريخ علماء بغداد في القرن الرابع عشر الهجري _- بغداد ، 1982 ص 716 –717
[* عبد الوهاب النائب ، عبد الوهاب بن عبد القادر بن عبد الغني بن جعيدان العبيدي ، ذكر في دليل الحمهورية العراقية 1960 أنه من كبار علماء العراق يجيد ضروب الخط وخاصة الريحان والتعليق
* الشيخ عبد الرزاق الأعظمي ، عبد الرزاق بن حسين جلبي بن طه المعروف بالأعظمي درس العلوم الشرعية علي العلامة نعمان خير الدين الألوسي ، ذكر العزاوي في تاريخ العراق أنه عين وكيلا في مدرسة المرجانية ، وخطيبـا في جـامع الشيخ صندل توفي سنة 1328 هـ عن خمسين سنة].
(15) الدعوة في قطر ص 71[*وردت الأثري في بعض المراجع وصحتها الوتري ، يحي بن قاسم بن السيد جليل الوتري ولد 1282هـ عين في الجامع الأحمدي وكان واعظا ومدرسا وعالما بالحديث وعلوم الفلك والمنطق ، اختير قاضيا في مدينة الكاظمية توفي 1341هـ